في اللقاءالأولى أمام ألبانيا (2-0)، لعب بيلينغهام 90 دقيقة كاملة، وقدم أداءً مميزًا صنع خلاله هدف مرمىًا افتتح به منتخب “الأسود الثلاثة” الإحراز.
لكن أمام لاتفيا، وبعدما بدأ اللقاء للمرة الثانية على التوالي، قرر توخيل سحبه في الدقيقة 67، رغم تقدم إنجلترا بهدف مرمى نظيف، لم يكن الهدف مرمى منح اللاعب الاستراحة فقط، بل جاء القرار تحسبًا لحصوله على بطاقة إنذار ثانية قد تضع الفريق في موقف صعب.
تحدث توخيل عن قراره قائلاً: “شاهدنا جميعًا كيف يمكن أن تتغير الأمور في لحظة بسبب بطاقة إبعاد، عندما تكون متقدمًا 1-0، فأي خطأ قد يكلفك اللقاء، لم يكن قراري سهلاً، خاصة أن الإنذار الأول بدا قاسيًا، لكن مع أسلوب لعبه القوي، شعرت أن البطاقة الثانية قد تأتي في أي لحظة، وهذا كان سياتفاقية الأمور كثيرًا، لذلك قررت استبداله وأشركت فيل فودين بدلاً منه”.
لم تمض سوى دقيقة واحدة على خروجه حتى أضاف هاري كين الهدف مرمى الثاني، قبل أن يختتم إيبيريشي إيزي الثلاثية بعد 10 دقائق، مؤكدًا تتويج إنجلترا بأريحية.
أوضح توخيل أنه لاحظ تراجع طاقة بيلينغهام مقارنة باللقاءالأولى: “يمكنك أن ترى المجهود الكبير الذي بذله أمام ألبانيا، بدا لي أنه أقل حيوية أمام لاتفيا، وهذا طاستغناءي لم أكن متصرحًا إن كان سيوافقني على هذا الشعور، لكنه كان يزداد صلابة في اللعب، لذلك فضّلت إراحته لتجنب أي مخاطر”.
حديث الموجه الألماني يعكس تصريحاته السابقة بعد لقاءألبانيا، حين قال: “جود لاعب مستعد دائمًا لبذل كل شيء، لكن علينا مدعمته ليجد التوازن داخل منظومة الفريق، حتى يتمكن من التأثير بفعالية دون استنزاف طاقته بالكامل”.
أثار قرار توخيل نقاشًا في الصحافة البريطانية، حيث تساءلت صحيفة ذا تلغراف: “المعضلة الكبرى لتوماس توخيل: تهذيب بيلينغهام أم المخاطرة بانفجاره؟” ورغم موهبة اللاعب الكبيرة، إلا أنه معروف بعدم تردده في اللعب بشراسة، حيث لم يحصل على أقل من 8 بطاقات صفراء في أي موسم، كما تاقتراح للإبعاد مرتين منذ التحاقه لالنادي الملكي.
بعد نهاية التوقف الدولي، أبدى توخيل ارتياحه لكنه شدد على ضرورة التعلم المستمر: “هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها مع معظم هؤلاء اللاعبين أحتاج إلى فهم كيفية تصرفهم تحت الضغط، سواء في الهجوم أو الخط الدفاع، النتيجة كانت إيجابية، لكن علينا العمل بجد لاستقصاء ما يتوقعه الجميع منا”.
يبدو أن توخيل يواجه تحديًا مزدوجًا مع بيلينغهام؛ كيف يستفيد من موهبته الهائلة دون أن يتحول انخط الدفاعه إلى عبء على الفريق؟ الأيام القادمة ستكشف كيف سيتعامل الموجه الألماني مع هذه المعادلة الصعبة.