لعب الفريق بـ10 لاعبين لأكثر من ساعة، لكن الانضباط الخط الدفاعي والتحولات المدروسة جعلت التتويج ممكنًا، وكان الحارس تشيزني أحد الأبطال بتصدياته الحاسمة.
لكن الإنجاز لم يكن فقط بفضل اللاعبين، بل كان لفليك دور محوري في هذا الانتصار، علاقة الموجه الألماني بميدان “دا لوز” تبدو وكأنها قصة نجاح مستمرة، إذ سبق له استقصاء التتويج التاريخي 8-2 على البارسا مع بايرن ميونيخ، ثم توج لاحقًا بمسابقة البطولة الأبطال على نفس الأرض.
في غضون أيام قليلة، قاد فريقه لتتويج مثير بنتيجة 5-4، ثم عاد ليحقق انتصارًا آخر في لقاءلا تُنسى.
على الرغم من الانتقادات التي طالته سابقًا بسبب تبديلاته، إلا أن فليك كان دقيقًا في قراراته هذه المرة.
لم يتردد في إخراج لامين يامال، رغم غضب اللاعب، ودفع بفيران توريس لتعزيز الجبهة الخط الدفاعية، حيث كان بنفيكا يشكل خطورة كبيرة من هذا الجانب.
كذلك، قرر التضحية بداني أولمو بعد إبعاد كوبارسي، مفضلًا إدخال أراوخو لتعزيز الخط الدفاع، رغم أن أولمو يتميز بالضغط العالي، وهو ما كان الفريق بحاجة إليه في ظل النقص العددي.
استمر فليك في اتخاذ قرارات جريئة عندما دفع بخمسة مدافعين، بإشراك جيرارد مارتن بدلًا من ليفاندوفسكي، وهو خيار خط الدفاعي غير مألوف بالنسبة لالبارسا، لكنه كان ضروريًا لإغلاق المساحات أمام هجوم بنفيكا.
أما القرار الأهم، فكان الإبقاء على بيدري حتى صافرة النهاية. تعلم فليك من خطئه السابق في لقاءأتلتيكو مدريد بكأس الملك، عندما أخرج اللاعب في وقت حساس، ما كلف الفريق مساواة سلبيًا مؤلمًا.
هذه المرة، لعب بيدري اللقاءكاملة، وكان مفتاحًا في تهدئة الإيقاع والحفاظ على الكرة لمنع أي انتفاضة من الفريق البرتغالي.
لا يمكن نسيان الرهان الذي وضعه فليك على تشيزني، كان القرار بمنحه قسم الحارس الأساسي مثيرًا للجدل في البداية، لكن الحارس البولندي رد على الانتقادات بتقديم واحدة من أحسن مواجهاته، حيث تصدى لثماني كرات خطيرة، وساهم بشكل كبير في الحفاظ على نظافة الشباك.
بالنهاية، أثبت فليك أن التكتيك الذكي واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة يمكن أن يصنع الفارق، حتى عندما تسير الأمور ضدك.