مما يزيد النقاش اشتعالًا، أن 30% من الشباك المهتزة التي استقبلها الفريق هذا العام جاءت في آخر ربع ساعة من اللقاءات، ما يثير تساؤلات حول مدى صلابة النهج الذي يتبعه الموجه الألماني.
لا يمكن إنكار أن فليك أعاد الإثارة إلى مدرجات الكامب نو، فمنذ قدومه سجل البارسا 120 هدف مرمىًا في 39 لقاء، بمعدل تهديفي مذهل يبلغ 3.07 أمتصدر الهدافين في اللقاءالواحدة، وهو رقم يقترب من أحسن فترات النادي تاريخيًا.
يعتمد الفريق على أسلوب هجومي لا يهدأ، يبدأ من خط الدفاع متقدم يضغط عاليًا لاستعادة الكرة بسرعة، ويواصل الهجوم حتى آخر لحظة، كما حدث أمام أتلتيكو حين تقدم 4-2 وكاد أن يضيف الخامس عبر ليفاندوفسكي.
فهو ذات النهج الذي قاد البافاري للتتويج الساحق 8-2 على البارسا في لشبونة، عندما كان فليك على دكة الفريق الألماني.
لكن لكل شيء ثمن، فالهجوم المستمر يترك الفريق مكشوفًا ضد الفرق التي تمتلك لاعبين أقوياء بدنيًا وخيارات متعددة على مقاعد البدلاء، ومع تراجع اللياقة البدنية في الدقائق الأخيرة، يصبح البارسا أكثر اقتاستراحة لفقدان الكرة وترك المساحات، وهو ما أدى إلى استقبال 13 هدف مرمىًا من أصل 43 بعد الدقيقة 75.
هذه الأرقام دفعت بعض المشجعين والمحللين إلى المطالبة بمزيد من التوازن، مستشهدين بمواجهات فقد فيها الفريق نقاطًا حاسمة مثل المساواة سلبي أمام سيلتا فيغو بعد التقدم 2-0، والتخبط ضد بيتيس وبنفيكا.
الغريب أن الفريق بدا أكثر تنظيمًا وانضباطًا عندما لعب منقوص العدد، كما حدث في نهائي السوبر الإسباني أمام النادي الملكي، أو في مواجهة إشبيلية، وحتى ضد موناكو رغم الهزيمة، وقد اعترف بعض اللاعبين، مثل بيدري، بأن البارسا قد يحتاج أحيانًا إلى التراجع خطوة للخلف بدلًا من الانخط الدفاع الدائم نحو الهجوم.
لا يؤمن فليك بهذه الفكرة، فهو يرى أن الحل دائمًا هو التقدم إلى الأمام مع الحفاظ على الاستحواذ، في النصف المباراة الثاني ضد أتلتيكو، امتلك البارسا الكرة لفترات طويلة، لكن أخطاء التركيز كانت قاتلة، مثل الخطأ الذي ارتكبه كوندي وتسبب في هدف مرمى المساواة سلبي 4-4، وهو ما جعل فليك يعبر عن غضبه بعد اللقاء، مشيرًا إلى أن هذه الهفوات كلفت الفريق كثيرًا هذا العام، كما حدث في لقاءموناكو بمسابقة البطولة الأبطال.
النقاش حول فليك وأسلوبه التكتيكي لن يتوقف هنا، بل من المتوقع أن يمتد إلى غرفة الملابس، خاصة بعدما خرج اللاعبون محبطين من فقدان فرصة الوصول المبكر إلى نهائي إشبيلية، والآن، تنتظرهم مواجهة مستقبلية في مدريد، يعقبها اختبار صعب في لشبونة، ما سيجعل الأسااستغناء القادمة حاسمة في تحديد مستقبل الفريق.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل يواصل البارسا السير في طريق فليك بلا تعديل، أم أن الموجه الألماني سيضطر إلى الموازنة بين الحماس والانضباط قبل فوات الأوان؟