في لقاءمثيرة ضد فالنسيا، برز رافينيا بأداء مميز خلال 66 دقيقة من اللعب، حيث لم يقتصر دوره على تقديم تمريرات حاسمة فحسب، بل كان له بصمة واضحة في كل مرحلة من مراحل الهجوم، فقد ساهم في 3 أمتصدر الهدافين من أصل 5 سجلها البارسا، بدءًا من الانطلاق السريع وصناعة الهدف مرمى الثالث، مرورًا بلمسة بظهره في الهدف مرمى الرابع، وصولاً إلى قيادته للهجمة وصناعة الهدف مرمى الخامس.
هذا التنوع في الأداء يؤكد أنه لا يوجد مجال لتصنيفه كلاعب جناح تقليدي، بل هو لاعب شامل يتقن كل تفاصيل اللعب الهجومي، وبالرغم من غياب لاعب الهجوم روبرت ليفاندوفسكي، استطاع رافينيا بالتعاون مع فيران توريس أن يخلق حالة من الفوضى في خط الدفاع فالنسيا.
تحركاته الذكية وانتشاره في جميع أنحاء الميدان، خاصة على حافة منطقة الجزاء والجناح الأيسر، جعلت مراقبته مهمة شبه مستحيلة على خصومه، كما أظهر تنوعه في الأداء ضد بنفيكا، حيث شغل مراكز متعددة في خط الهجوم، مما يعكس قدرته على التكيف مع مترغبةات كل لقاء.
على صعيد التمرير، سجل رافينيا 28 مناولة خلال اللقاء، مع تركيز حوالي 40% منها في منطقة العمق، وهذه الشبكة البارعة من التمريرات تضمن تواصلًا فعالاً مع زملائه؛ فقد تبادل الكرة مع فيران وإريك 4 مرات لكل منهما، ومع لامين وفرينكي دي يونغ 3 مرات لكل منهما.
تبرز شراكته الاستثنائية مع بيدري، الذي تلقى منه 117 مناولة حتى الآن، مما يعكس التناغم الكبير بينهما في بناء الهجمات.
لا تقتصر مساهمات رافينيا على صناعة اللعب فحسب، إذ أظهرت البيانات تحوله إلى لاعب هجومي متكامل، فهو يسدد داخل منطقة الجزاء بمعدل 2.07 تسديدة لكل 90 دقيقة مقارنة بـ1.77 في العام السابق، كما أن عدد تسديداته بعد الاقتراحيات ارتفع بشكل ملحوظ (0.30 مقابل 0.17 و0.06 في العامين الماضيين).
هذه الأرقام تؤكد أن رافينيا لم يعد مجرد صانع ألعاب، بل أصبح يمتلك القدرة على الإحراز أيضًا، بل وأحيانًا يلعب دور المهاجم رأس الحربة الوهمي الذي يضرب خط الدفاع الخصوم من خلف الخط.
مع استمرار العام، أصبح أداء رافينيا هو الأبرز في مشواره، حيث سجل 23 هدف مرمىًا حتى الآن وقدّم 13 مناولة حاسمة، متجاوزًا بذلك إنجازات العامين السابقين، وهذا الأداء المذهل يقربه من معادلة الرقم القياسي لرونالدو نازاريو (47 هدف مرمىًا) في تاريخ البرازيليين في البارسا، مما يجعله رمزًا للتطور والتجديد داخل الفريق.
باختصار، لم يعد رافينيا لاعبًا تقليديًا؛ بل أصبح العنصر الشامل الذي يعيد تعريف أدوار الجناح في البارسا، ويمثل مثالًا حيًا على كيفية اندماج المهارة الفنية مع الذكاء التكتيكي في عالم كرة الساحرة الحديث.