ذلك الفريق الذي أذهل العالم عندما توج بلقب المسابقة البطولة البريطاني الممتاز دون أن يتاقتراح لأي هزيمة، وهو إنجاز فريد تحقق فقط مرتين في تاريخ كرة الساحرة.
تحت قيادة الموجه آرسين فينغر، وبمساهمة أسطورية من تييري هنري، جمع الفريق 90 نقطة في موسم تاريخي، حيث لم يتذوق مرارة الهزيمة في 38 لقاء.
أصبح موسم 2003-2004 ذكرى خالدة في تاريخ كرة الساحرة البريطانية والعالمية، وجعل من المدفعجية فريقاً غير قابل للتكرار في الأذهان، حتى وإن مر عليه أكثر من اتفاقيةين.
قال أحد مشجعي الفريق في محيط ميدان الإمارات: “كنا في الماضي نُلقب بفريق المدفعجية الممل… كنا نكافح بلا فائدة! ولكن فجأة… فزنا بالمسابقة البطولة دون أن نخسر لقاءواحدة!”.
تتسلل الحماسة بسهولة إلى أعماق من عاش تلك الفترة، فذلك العام كان بمثابة تحول جذري في تاريخ النادي، وتحول لا يُنسى في تاريخ الكرة البريطانية.
على الرغم من إنجازاته المحلية، بقي اللقب الأوروبي عصياً على آرسين فينغر.
فقد وصل إلى نهائي مسابقة البطولة الأبطال مرتين، ولكنه خسر أمام غلطة سراي في 2000 في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، وأمام البارسا في 2006 في نهائي مسابقة البطولة الأبطال بعد لقاءدراماتيكية شهدت إبعاد حامي الشباك الفريق، يانز ليمان، في الدقيقة 18.
رغم هذه الخيبات الأوروبية، إلا أن فينغر بقي رمزاً للنادي، إذ حوله من فريق ممل إلى فريق يُحترم ويلعب كرة جميلة وسريعة، وإنهاء “المدفعجية الممل” وولادة فريق جديد، هو إرث فينغر الذي وصل إلى ذروته مع “اللامهزومين”.
كانت فريق المدفعجية في ذلك العام مزيجاً من الصلابة الخط الدفاعية واللمحات الهجومية المدهشة، ومع حامي الشباك متميز مثل ليمان، خط الدفاع قوي بقيادة لورين، كامبل، وتوريه، وظهير مميز مثل كول، إلى جانب وسط ميدان متكامل يضم فييرا، بيريس، وجيلبرتو سيلفا، والمهاجم رأس الحربةين المرعبين هنري وبيركامب.
أنهى الفريق العام برصيد 90 نقطة، مع 26 تتويجاً و12 مساواة سلبياً، دون أن يخسر في أي لقاء، وكان هنري المتصدر الهدافين الأول بـ30 هدف مرمىاً، وأنهوا المسابقة البطولة بفارق 11 نقطة عن البلوز و15 نقطة عن الشياطين الحمر.
أما في شمال لندن، يُعتبر جيل 2004 بمثابة أسطورة لا تُنسى، إذ حول الفريق من مجرد نادٍ ينافس إلى واحد من أعظم الفرق في تاريخ الكرة البريطانية.
لقب “اللامهزومين” أصبح أحد الرموز التي لا تُنسى في تاريخ المسابقة البطولة البريطاني، ليصطف بجانب إنجاز بريستون نورث إند في 1888-1889 ، وعلى الرغم من أن الفريق لم يُحقق لقب مسابقة البطولة الأبطال، إلا أن إرثه سيظل باقياً في قلوب مشجعيه.
يقول أحد المشجعين: “أنا مشجع لالمدفعجية وأظن أننا لن نرى شيئاً مشابهاً مرة أخرى. لكنني لم أشعر بهذا القدر من الحماس لفريقنا منذ سنوات مثلما أشعر الآن”.
فرغم الجرح العميق الذي تركته الخيبات الأوروبية، فإن الجيل الحالي يثير الحماس ويُعيد الأمل، ومعه، يعتقد مشجعو المدفعجية في لندن أن الوقت قد حان للابتعاد عن ظل “اللامهزومين” والسعي لاستقصاء حلم جديد.