“لم يأتِ فليك ليفرض أفكاره، بل جاء ليضيف عليها ويطورها”، هكذا يلخص ماركوس مونييه من وكالة Sports Group النظرة الألمانية لهذه الاتفاقية.
الرجل الذي قاد بايرن ميونيخ نحو سداسية تاريخية يجسد ما يُعتبر قمة الكرة الألمانية، ضغط عالٍ، إيقاع سريع، وانضباط تكتيكي، لكنه الآن في البارسا، حيث كرة الساحرة تُلعب بروح، بنبض، وباستحواذ يُبنى من المناولة الأولى.
ما يسعى فليك إليه ليس الصدام، بل الانسجام، ويطمح لصناعة توليفة تجمع “العقل الألماني” بـ”القلب الإسباني”، في توازن يُعرف هناك بـ”الجين التكميلي”.
هذا النهج ليس وليد اليوم. تشابي ألونسو فعل ذلك ببراعة في ليفركوزن، راسماً مع الإسباني فيرناندو كارو هيكلاً يمزج بين التسيد حكم الإسباني والانخط الدفاع الألماني.
أما ماريو غوميز، ابن الثقافتين، فكان أول من جسّد هذا المزيج على أرضية الميدان، والآن يُجسده إدارياً في ريد بول.
وبين ظلال الكواليس، يبرز اسم ماركوس فاسكيز دياز، العقل الألماني ذو الروح الإسبانية، بدأ بتسهيل مهام الأندية الإسبانية في ألمانيا، ليصبح اليوم همزة وصل أساسية في مشروع التقارب بين المدرستين.
في قلب كل ذلك، يعود البارسا ليكون منصة للتجريب، مختبراً كروياً يُحتضن فيه “التنوع” لا كمهدد للهوية، بل كرافعة لها.
تماماً كما استوعب ألونسو الضغط بعد فقدان الكرة في مدريد، فليك الآن على موعد مع إيقاع “لاماسيا”، حيث لا يُمرر فقط، بل يُفكر ويُحس.
لم تعد كرة الساحرة الحديثة لعبة هوية ثابتة، بل حوار مستمر بين المدارس، ومن يملك “جينات كروية مكملة”، يملك المستقبل.