لم يعد الحديث عن الإصلاح مجرد صراع بين النادي الملكي والمنظومة، بل أصبح مرغبةًا عامًا من مختلف الجهات، وسط انتقادات متزايدة لأداء الحكام وآلية اتخاذ القرارات.
يؤكد رئيس الاتحاد الإسباني، رافاييل لوزان، أن التحول يبدأ من الأساس، حيث يسعى إلى استقصاء مزيد من الشفافية في إدارة الحكام، يرى الاتحاد أن التحسين يجب أن يشمل عملية تكوين الحكام منذ المراحل الأولى، بحيث تصبح تقارير الأداء علنية ومتاحة للجميع، بدلًا من أن تظل حكرًا على مجموعة محدودة من المراقبين.
على صعيد البطولات الاحترافية، يطالب الاتحاد بمزيد من الوضوح حول معايير تصنيف الحكام، بحيث يتم تحديد من يستحق إدارة اللقاءات الكبرى بناءً على الأداء الفعلي، وليس وفق اعتبارات أخرى غير معلنة، مع ذلك، فإن أي تحولات كبيرة على مستوى الإدارة التحكيمية لن تُطبق إلا بعد نهاية العام الجاري.
ضمن أكثر الأندية انتقادًا للوضع الحالي، يأتي النادي الملكي، الذي يعبر علنًا عن استيائه من نظام التحكيم والأشخاص الذين يديرونه، النادي الملكي سيكون حاضرًا في القمة المقبلة، بناءً على دعوة من الليغا والاتحاد الإسباني.
يرى النادي الملكي أن هناك تضاربًا في المصالح داخل المنظومة التحكيمية، حيث يرفض أن يكون أي طرف مرتبطًا بنادٍ معين ضمن آلية عمل الـVAR أو في إنتاج البث التلفزيوني الرسمي للمواجهات.
كما يطالب بأن تصبح جميع تفاصيل القرارات التحكيمية واضحة للجميع، من لحظة تدخل تقنية الفيديو وحتى اختيار اللقطات التي يتم الاستناد إليها.
أما الليغا، فقد عبّر رئيسها خافيير تيباس عن الحاجة إلى إصلاح شامل في هيكلة التحكيم، قائلًا: “نسمع دائمًا أننا نملك أحسن الحكام في العالم، لكن لا نعرف وفق أي تصنيف، الأندية غير راضية عن الوضع منذ فترة طويلة، وهناك حاجة إلى إعادة هيكلة التحكيم بالكامل”.
أشار تيباس إلى أن أندية المسابقة البطولة الإسباني اجتمعت قبل عام ونصف، واتفقت على ضرورة تبني نموذج تحكيمي مستقل، على غرار ما هو معمول به في إنجلترا وألمانيا.
في ظل هذه المواقف المتباينة، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون الاجتماع المقبل نقطة انطلاق فعلية نحو تحكيم أكثر عدالة وشفافية، أم أن الجدل سيستمر دون قرارات حاسمة؟