كورة فيب Koravip.com:: بيدري لم يعد مجرد لاعب يمتلك رؤية استثنائية ولمسات سحرية، بل تحول إلى قطعة أساسية في كل جوانب اللعب، سواء في بناء الهجمات، الخط الدفاع، أو حتى الإحراز.
يقدم بيدري هذا العام أحسن نسخة له على الإطلاق، لطالما كان معروفًا بذكائه في قراءة اللعب، لكنه هذه المرة ارتقى إلى مستوى جديد، حيث أصبح لاعبًا أكثر شمولية وتأثيرًا.
في مواجهة أتلتيكو مدريد، قدم أداءً مذهلًا، ليس فقط بفضل تمريراته الدقيقة، بل أيضًا بفضل مجهوده الخط الدفاعي وتسديداته التي كادت تضاعف غلته التهديفية.
ربما كانت الهفوة الوحيدة في اللقاءفقدانه للرقابة على الهدف مرمى الأول للفريق المدريدي، لكنه عوض ذلك بأداء متكامل طوال اللقاء.
تؤكد الأرقام أن بيدري يعيش أحد أحسن مواسمه، بل إنه في طريقه لتحطيم إحصاءاته السابقة، في لقاء الثلاثاء، استعاد 13 كرة، ومرر 66 مناولة بدقة عالية، مع نسبة أخطاء منخفضة.
كما بدا في قمة لياقته البدنية، وهو ما يعكس نجاحه في تجاوز لعنة الإصابات التي لاحقته في المواسم الماضية، خاصة منذ قدوم الموجه هانسي فليك.
لم يقتصر تألقه على التمرير والمراوغة، بل أظهر أيضًا حاسة تهديفية مميزة، ففي الدقيقة 15 سدد كرة خطيرة كادت تخدع حارس أتلتيكو مدريد، ثم سجل هدف مرمىه في الدقيقة 20 ليبدأ انتفاضة البارسا.
كاد يضيف هدف مرمىًا ثانيًا في الدقيقة 51 بعد مناولة رائعة من رافينيا، لكن بمجرد خروجه من الميدان، تراجع أداء الفريق، مما أدى إلى المساواة سلبي وترك مستقبل التأهل مفتوحًا.
إلى جانب مهاراته الفنية، أصبح بيدري أحد القادة الحقيقيين في البارسا، وبعد اللقاء، لم يتردد في انتقاد بعض التفاصيل التكتيكية، متسائلًا عن جدوى التقدم المبالغ فيه بخط الخط الدفاع في الدقائق الأخيرة، لكنه في المقابل أشاد بروح الفريق وقدرته على الرجوع بعد البداية الصعبة.
منذ رحيل سيرجي روبرتو الصيف الماضي، انضم بيدري إلى مجموعة قادة الفريق، بجانب تير شتيغن، أراوخو، دي يونغ، ورافينيا، وبالنظر إلى تأثيره في الميدان وخارجه، يبدو أنه يسير بخطى ثابتة نحو لعب دور أكبر في مستقبل البارسا، كل المؤشرات تؤكد أن بيدري على أعتاب موسم تاريخي.
حتى الآن، خاض 38 لقاء، وهو ثاني أكثر مواسمه مشاركة بعد موسمه الأول الذي لعب فيه 52 لقاء، ومع تبقي 13 لقاءفي الليغا، إضافة إلى مواجهات مسابقة البطولة الأبطال والكأس، فإنه مرشح لإحراز رقم جديد.
المثير أنه لم يغب هذا العام سوى عن لقاءواحدة بسبب التهاب في المعدة، مما يعكس تطوره البدني الكبير.
على مستوى التهديف، تجاوز بالفعل أرقامه في موسم 2020-21، حيث سجل خمسة أمتصدر الهدافين وقدم ست تمريرات حاسمة، وإذا استمر على هذا النسق، فقد يتجاوز أحسن أرقامه التهديفية التي سجلها في 2022-23، حين أحرز سبعة أمتصدر الهدافين.
بيدري لم يعد مجرد موهبة واعدة، بل أصبح ركيزة أساسية في البارسا، لاعبًا متكاملًا قادرًا على تحول ممضى اللقاءات، وصاحب تأثير يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.