و حمل الفرنسيون على اختلاف الوانهم مبابي مسؤولية الهزيمة رغم انها كانت متوقعة قبل بداية اللقاءلسببين رئيسيين اولهما الايقاع القوي للنادي الانجليزي في العام الحالي خاصة و هو يلعب على ارضه وامام مشجعينه و ثانيهما حالة التراجع التي يمر بها الملكي منذ جولات بإحرازه العديد من الانتكاسات محليا و قاريا .
صحيح ان اداء مبابي ضد الريدز كان سيئا و سيئا للغاية لكن السوء لم يقتصر على مبابي بل عم الفريق بأكمله في نزال لم يكن متوازنا بين الفريقين و هي حقيقة كان يعلمها الجميع قبل بداية اللقاءو الموجه الايطالي كارلو انشيلوتي لعبها بهدف مرمى الخروج بأقل الاضرار و اخف الخسائر .
و اذا كان مبابي قد اهدر اكثر من فرصة للإحراز منذ التحاقه بالنادي الملكي فان الفرنسيين استغلوا فرصة سقوطه في الانفيلد رود ليجلدوه جلدا حتى لا ينهض مجددا ، الجلد ليس من اجل انتقاده ليستعيد عافيته بل من اجل الانتقام منه ليدفع تكاليف رحيله مجانا عن نادي عاصمتهم و هو الرحيل الذي لم يتجرعوه حتى الان رغم مرور عدة اشهر كانت كافية لطي صفحته لو تعلق الامر بلاعب اخر غير مبابي خاصة لو كان اجنبيا و بالأخص لو لم تكن والدته من اصول جزائرية ادت دورا اساسيا و حاسما في تحوله الى النادي الملكي بعدما وقفت بالمرصاد لإدارة الباريسي .
و مما زاد من عداء الفرنسيين لمبابي حصوله على الاعفاء من خوض مواجهات المنتخب خلال تجمع ايلول ثم تشرين الثاني حيث شعروا بأنه يعامل معاملة خاصة من قبل الناخب ديدييه ديشامب و الاتحاد الفرنسي لا يستحقها كونهم كانوا يريدونه ان يسقط بألوان الديوك على ارضية ميدان فرنسا في قلب العاصمة باريس التي غدر بها و ليس على ميدان الانفيلد رود .
لم تكن الكلمات التي عبر بها الفرنسيون عن انتقادهم لأداء مبابي ضد الريدز سوى ترجمة لحقدهم عليه مثل كلمة .. لم يعد حتى لاعب كرة قدم .. التي استخدمها احد اشهر الاعلاميين الفرنسيين في وصفه للحالة التي ظهر عليها مبابي في الانفيلد رود .
واضح من خلال الهجوم الشرس و العنيف الذي شنه الفرنسيون على مبابي انهم يريدونه ألا ينهض مجددا لذلك اختاروا رميه بسهامهم في نفس المكان و في نفس الزمان حتى لا يفلت منهم هذه المرة مما يكشف انهم كانوا ينتظرون الفرصة و لما جاءت لم يترددوا في استغلالها و هم جاهزين لها .